هو الحقيقة مش إحنا بالظبط ، هو مخروم خلقة ، بس القافية حبكت :-)
وحشتني الكتابة علي البلوج والله ، ومافيش فرصة أحسن من اليومين دول إني
أكتب موضوع جديد.
الحكايةإيه بقي؟ شوف يا سيدي. زي ما شرحت مسبقاً هنا ، وهنا ، الفراغ إلي حوالينا في كل إتجاه
علي مدد الشوف مش فراغ قوي. إحنا عايشين في حاجة بيسموها بالعربي الزمكان ، أو
بالإنجليزية
Spacetime
وهي "نسيج" ما بين الفضاء والزمن (تبسيط مخل لكن شغال
، شوف المقالات المذكورة أعلاه). والنسيج ده عامل زي سطح مطاط قابل
للإنحناء ، وينحني بالفعل بوجود المادة (والطاقة). يعني مثلاً وجود نجم أو
كوكب يعمل إنحناء للزمكان زي كورة محطوطة علي سطح مطاط ، تقدر تتخيلها حاجة زي
كدة:
المهم بقي هي حدود الإنحناء ده إيه؟ يعني الزمكان ده ممكن ينحني لحد
فين؟ المفاجأة إن المعادلات إلي بنستنتج بيها الحاجات دي بتقول إنه ممكن ينحني
إلي مالا نهاية ، كدهون:
لاحظ سيادتك إن البتاعة إلي نازلة من تحت دي ، بيسموها
"الزور"
Throat
ممتدة إلي مالانهاية ، يعني كأنها بالفعل "خرم" في
نسيج الزمكان!! طبعاً كل ده للتبسيط ، يعني ما تاخدش الموضوع حرفياً وتسألني
مثلاً طيب الزور ده نازل "تحت" في أي إتجاه.
المهم ، النتيجة الحتمية لهذا "الخرم" ، أو
"الثقب" ، هو إن مافيش حاجة بتقع فيه ممكن تطلع تاني. حتي الضوء
نفسه وهو أسرع شيء في الكون مايقدرش يطلع من جوة الزور لبراه. ولذلك الأجرام
إلي بتخرم الزمكان بالطريقة دي لا يمكن أن تري ، حتتشاف إزاي والضوء نفسه ما بيهربش منها ، ومن هنا مسمي
"الثقب الأسود."
طيب نشوف الثقوب دي إزاي؟ فيه طريقتين. الطريقة الأولي هي دراسة
حركة الأجرام إلي نقدر نشوفها حواليها. يعني مثلاً إذا شفت نجم من النجوم بيدور
بسرعة عالية حوالين نقطة "فاضية" تعرف علي طول إن فيه ثقب أسود والنجم بيدور حوله زي
الأرض ما بتدور حوالين الشمس. والطريقة دي تم إستخدامها فعلاً وإكتشفنا وجود
مئات الثقوب السوداء في الكون.
الطريقة التانية بتعتمد علي دراسة الحاجات إلي في طريقها للسقوط داخل
الثقب الأسود. تخيل معايا مثلاً سحابة تراب بتقع جوه الثقب. حتلاقيها بتدور
حواليه الأول وهي بتسقط بسرعات عالية جداً. الإحتكاك بين ذرات التراب بعضها
البعض بيخليها تسخن. ولما تسخن تبتدي تشع ضوء وأشعة إكس وموجات راديو. ولو
سيادتك صورت الإشعاعات دي بتلسكوپات تقدر تكون صورة للسحابة.
من كام سنة أُعلن عن ما يسمي
The Event Horizon Telescope Collaboration
وهو مجموعة علمية الهدف منها تصوير الثقوب السوداء بطريقة دراسة موجات
الراديو النابعة منها. وجم من كام يوم أعلنوا إنهم حيعقدوا مؤتمر صحفي يوم 10 إبريل 2019 الساعة 3 بعد الضهر بتوقيت القاهرة للإعلان عن أولي نتائج الدراسة. يعني صورة حقيقية لثقب أسود. ده مش بس كدة ، ده كمان الثقب الأسود إلي هم
بيصوروه هو ثقب مركزي في مجرة أخري! لاحظ إن معروف من زمان إن فيه ثقب أسود عملاق في مركز كل مجرة من
المجرات إلي بنشوفها في الكون. ودي مش صدفة وخلاص ، لأ ده فيه دراسات إن وجود
الثقوب المركزيه دي كان ليه تأثير علي تكوين المجرات نفسها! يعني من غيرها يمكن ماكانش حيبقي فيه مجرات من الأصل (بما في ذلك مجرتنا)!
لو كنت إتفرجت علي المؤتمر وتوقعت صورة زي إلي في فيلم Interstellar تبقي أكيد جالك خيبة أمل. لأن التلسكوپات إلي
بترصد موجات الراديو للثقب بتلم أرقام ، وبعدين الكمپيوتر بيجمع الأرقام دي في
صورة يقدر يعرضها عليك. ولذلك الناس إلي كانت متوقعة حاجة "واو" حيخيب
ظنهم. لكن ده ما يقللش بأي حال من الأحوال من أهمية الحدث ده. أسيبكوا بقي مع الصورة إلي أعلنوا عنها ، وهي صورة الثقب الأسود العملاق في مركز مجرة M87 ، الدائرة الضوئية هي سحابة التراب إلي بتسقط فيه واللون بيعبر عن درجة الحرارة ، والدائرة السوداء في النص هي الثقب بذات نفسه: