هذا المقال من سلسلة الحديث عن العلم الزائف: كيف تتعرف علي العلم الزائف ، خواطر حول المنهجية العلمية ، كيف ولماذا نتعامل مع العلم الزائف ، العلم الخطأ والعلم الزائف و قائمة التخاريف العلمية العربية.
***************************************
نقطتين تعرف بيهم الفرق بين العلم والعلم الزائف ، الأولانية متخصصة شوية وتطبيقها غالباً محتاج متخصصين ، والتانية سهلة جداً أي حد يستخدمها (للي بيسألوني نعرف العلم الزائف إزاي):
النقطة الأولانية هي القابلية للتخطيء (Falsifiability) دي من أهم الخواص التي تفرق بين العلم والعلم الزائف. ملخصها كالتالي: أي فكرة علمية حقيقية يجب أن تحتوي بداخلها الإجابة علي السؤال:
"ماهو الشيء الذي لو رأيناه أو إكتشفناه أو قسناه أو رصدناه أو وجدناه كنتيجة لمعادلة رياضية يثبت أن الفكرة نفسها خاطئة؟"
لازم يكون فيه رد علي السؤال ده ، والرد يكون من داخل الفكرة نفسها ، ولو لم يكون هناك رد تصبح الفكرة إما هي علم زائف ، أو هي ليست تحت نطاق العلم التجريبي أصلاً. يعني ممكن تكون تحت حاجة تانية من العلوم الإنسانية مثلاً. بعض النظريات العلمية الحقيقية ممكن تعدي في مرحلة مؤقتة يبدو فيها كما لو كانت غير قابلة للتخطيء ، وده عادي خصوصاً لما تكون فكرة جديدة في مهدها. وهنا بندخل مع الشرط ده شروط تانية زي إتباع الفكرة للمنهجية العلمية وتفاصيل تانية يعرفها المتخصصين (شوف مقالاتي عن العلم الزائف في مدونتي لمزيد من التفاصيل). علشان كدة النقطة الأولانية دي صعبة شوية إن حد غير متخصص يستعملها.
نقطة تانية وهي أسهل علي غير المتخصص إستخدامها. دي إلي ممكن تسميتها "مشكلة سلسلة التعديلات اللامتناهية". ودي منتشرة قوي علي السوشيال ميديا وإلي حد كبير تعتبر نسخة مصغرة من القابلية للتخطيء. تسأل حد سؤال محدد حول فكرة هو متقدم بها أو بيروجها ، يقولك الإجابة كذا ، نقول مثلاً س ، تروح إنت مفندله الإجابة س ، علشان لا يعترف إنه كان غلطان يروح هو معدل الإجابة من س إلي ص ، تفندله ص ، يروح معدل ص إلي ع ، وهكذا في سلسلة لا نهائية من التعديلات كل الهدف منها إنه يصل إلي نقطة لا تستطيع أنت تفنيدها. وغالباً التعديل النهائي لما بيكون جاب أخره بيكون بيدور حول نظرية المؤامرة بشكل أو بأخر. لأنه مش عارف يعدل تعديل علمي ما يبقاش قدامه غير إتهامك إن سؤالك قائم علي فوتوشوپ مثلاً أو نوع من النصب.
الأفروسنتريك وصلوا لدرجات عليا من الحتة الأخرانية دي. إبتدت في الفترة الأخيرة تطلع نغمة إن التماثيل زي قناع توت عنخ أمون مزورة!!! وإن الأصل كانت ملامحه أفريقية من جنوب الصحراء الكبري ، لكن الأثريين دمروا الأصلي وعملوا واحد بملامح جديدة. إنها مؤامرة!!
بس دي علامة كويسة ، لأن معناها إنهم وصلوا لأخرهم ومابقاش قدامهم غير إدعاء المؤامرة.
طيب إيه الحل مع الناس دي؟ مش حنقعد بقي معاهم ماشيين في سلسلة لانهائية! مش فاضيين إحنا يا عصام. الحل هو عدم الصدام معاهم. لأنه ببساطة لا طائل من الحوار. لو عايز تواجههم الأفضل إنك إنت بنفسك تنشر العلم الصحيح. إنتشار العلم الصحيح الحقيقي هو الطريقة الوحيدة لتدمير هؤلاء.
عن نفسي أنا لا أناقش الشخصيات التالية:
الأفروسنتريك ، المسطحين ، منكرين التطور ، منكرين رحلات القمر ، الهوموفوبز ، مدعين إن كورونا مؤامرة ، والأنتي ڤاكسرز بتوع تطعيمات الأطفال بتجيب توحد. كلهم واحد بالنسبالي. بديهم بلوك بس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق