أبي الحبيب ، المرحوم أستاذ دكتور حسن محمود إمام.
الراجل ده يا جماعة كان بالنسبالي زي ما بيقول الأمريكان Larger than life
ححكيلكوا قصة ، بس الأول خلوني أديكوا خلفية: بابا كان أستاذ في هندسة القاهرة وتقلد مناصب إدارية مثل: وكيل الكلية ، ثم أخر عميد منتخب للكلية (بعد كدة بقت بالتعيين) ثم إختاره رئيس جامعة القاهرة دكتور مفيد شهاب ليكون نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب. بالإضافة لكدة شغل مناصب جانبية كتير زي مثلاً أحد قضاة محكمة القيم إلي أقامها أنور السادات فترة ، ده غير حصوله علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي وجايزة الدولة التشجيعية ثم جايزة الدولة التقديرية.
وفوق كل ده كان زوج متميز وأب عظيم ، أحب أمي وشالها فوق راسه علي مدار ما يقرب من خمسين سنة جواز ، وشال حماه وحماته كمان في سنهم المتقدمة ، ده غير طبعاً والدته هو شخصياً. إتعلمت من بابا حاجات كتير جداً جداً. وعندي قصص كتيرة عنه بحكيها لأولادي. بس النهاردة حابب أشارك معاكم قصة محددة أخدت فيها درس عملي رائع.
من المناصب إلي بابا تولاها كانت منصب رئيس اللجنة المختصة بتقييم المخالفات الهندسية في محافظة الجيزة بالكامل. يعني من صميم وظيفة اللجنة إنها توقع عقوبات وقرارات إزالة علي المباني المخالفة مثلاً. وفي يوم من الأيام ، عمري ما حنسي اليوم ده. كنت قاعد جمبه في البيت ورن التليفون الأرضي (مكانش لسة فيه موبايلات). بابا رد وفهمت من ردوده إنه بيكلم شخصية من كبارات رجال الأعمال في مصر أيام مبارك. إسم كبير ومشهور. إبتدا الحوار بصورة لطيفة "أهلا يا فلان بيه" وكدة. وبعدين إبتدي الكلام يتطور ولهجة بابا إبتدي يشوبها الحدة. عرفت بعدين إن رجل الأعمال كلم بابا علشان عنده عمارة مخالفة واللجنة إلي بابا رئيسها طلعتلها قرار إزالة. وقعد بابا يكلم الراجل كويس ويشرحله إنه بيطبق القانون. وفجأة إبتدت نبرة صوته تتغير ، وإنتهت المكالمة إن بابا بيزعق فيه "إقفل السكة بدل ما أقفلها في وشك." ماكنتش محتاج أعرف ليه ، الراجل عرض علي بابا رشوة ، ورشوة كبيرة جداً زي ما عرفت بعد كدة.
بعد المكالمة حكالي وهو متعصب. وبعدين رن التليفون تاني.
المرادي كانت المفاجأة الحقيقية. شخص من أكبر الشخصيات السياسية في مصر وقتها: الدكتور ف. س.
بابا طبعاً كلمه بطريقة لطيفة بس بمرور سياق المكالمة فهمت إن الشخصية الكبيرة متصلة علشان رجل الأعمال. وطالب من بابا يلغي قرار الإزالة. بابا إتكلم بمنتهي الهدوء وقاله "أنا يا دكتور "س" بطبق القانون إلي إنتوا كدولة حطينه. إنت في موقع يسمحلك تغير القوانين دي. غيرها وأنا أطبق القانون الجديد مافيش مشكلة." وخلصت المكالمة علي رفض تام من بابا لعمل أي محاباه لأي حد مهماً كان شخصه ومهماً كان إلي بيتشددله.
بعد الواقعة دي حصل حاجتين. أولاً بابا قعد شوية وبعدين إستقال من رئاسة اللجنة ويمكن دي أخر مرة إشتغل فيها مع محافظة الجيزة. وطبعاً قرار الإزالة لم يطبق.
الواقعة التانية إن بعد فترة قصيرة من المكالمات دي فجأة جرايد البلد إبتدت تنشر مقالات هجومية عن أحد أساتذة وعمداء الكليات المصريين إلي بيقبل رشاوي وبيستغل منصبه و و و مليون حاجة. كل يوم مقالة شكل في جريدة شكل عن فساد هذا الشخص. بدون ذكر أسماء محددة وبدون أي أدلة. بس كان واضح جداً لأي حد يعرف بابا إنه هو المقصود. حملة شعواء إستمرت فترة مش بطالة.
يعمل إيه بقي دكتور حسن إمام؟
عمل نسخة من كل المقالات دي ، ومعاها نسخ من أوراق رسمية تثبت إن كل كلمة في المقالات دي كدب في كدب ، وطبع كل الأوراق دي في ملزمة وعمل منها مئات النسخ علي حسابه. وكان أي حد يجيله مكتبه في الجامعة أو مكتبه الخاص يديلي نسخة ويقوله انا المقصود ، خد إقرا دي. ووقتها كان عميد الكلية وكان عارف إن دكتور مفيد شهاب بيفكر فيه كنائب ليه في الجامعة ، ودي جامعة القاهرة يعني مش أي كلام ، ودي مناصب تعتبر سياسية. فراح مكتب دكتور مفيد وإداله نسخة من الملزمة وقاله انا المقصود بالمقالات دي والأسباب الحقيقية كذا وكذا وكذا (مع ذكر الأسماء). حبيت أقولك علشان لو أخدت قرار تبقي عارف بتختار مين وتبقي فاهم مين أعداءه.
بعدها بفترة بسيطة أصبح بابا نائب رئيس الجامعة وإنتهت فوراً الحملة المشنة عليه في الجرايد. وفضل نائب رئيس الجامعة إلي أن طلع معاش. ويُحكي ، بس دي مش أكيدة ، إن إسم بابا إتعرض كتير لمنصب وزير بس كان ديماً بيتشال من اللستة علشان "مابيسمعش الكلام."
الله يرحمك يا أبويا ...
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام..
أو كما أحب أن أناديك (بابا) الدكتور حسن.. مثل الليلة من ثلاثة أسابيع إلتقيتك أول مرة
ولا يعلم أحد حتى (صديقنا المشترك) الذي أرسلتني إلى صفحتة أني أمر هنا لأزورك
أزورك ثم أمر على مقطوعات الموسيقى.. طقس بيننا من وقت لوقت لا يعلمه إلا كلانا
كنت أمر دون أن أكتب لك.. كنت أخشى ألا يصدق أحد محبتي لك حتى ولا صديقنا المشترك..
ولكنك قلت لي لا تخافي.. يا إلاهي.. كم تعلمت منك من مقالة قصيرة
من كل كلمة كتبت فيها.. تلك المكتوبة فوق السطور وتلك المخبأة بين السطور
أنت أيها المعلم الرائع والأب الرائع تعلم أني سأكون كما علمتني وكما وعدتك
هل تعلم أن نسيم الشتاء قد بدأ في زيارة ليالينا.. سيأتي الشتاء.. الشتاء الأخير
كل شيء يتغير يا أبي وما أظنها إلا أيام وينتهي كل ما كان بكل ما فيه..
سأخبرك شيئا جميلا..
صديقنا المشترك أخبرني أنه سيأتي قريبا ووعدني أن سيدعوني للقائه..
عندما يأتي أنوي أن أرجوه أن يأخذني لزيارتك إذا وفى بوعده والتقينا..
وعندما آتي لزيارتك سأحضر لك ورودا وزرعة خضراء.. أعلم أنك تحبهم..
سأعرف من صديقنا المشترك عن الزرعة التي تفضل وسأحضره معي بعد ذلك في كل مرة أزورك فيها
إما إن لم يكن لي حظ ولم أعرف عنوانك.. سأحضر لك زرعة بها ورودا كل عام في يوم السابع من نوفمبر يوم التقيتك
وأضعها في شرفتي وأسقيها وارسل إليك السلام
سلام ألله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
مرحبا دكتور حسن محمود إمام..
ردحذفكيف حالك (بابا) الدكتور حسن.. أفتقدك جدا.. كلنا نفتقدك
اليوم أكتب إليك وعنك لأني آمنت أن (الدكتور حسن)
ليس فقط كما قلت عنه المعلم الرائع والأب الرائع
لكنه أيضا تلك العين الحارسة التي ترعانا وتحمينا بعون من ألله
في يوم 23 نوفمبر مررت هنا بصمت وحكيت له عن باب
العقل يقول أن من الحكمة أن أفتحة
لكن قلبي وإحساسي لا يشعران بالراحة
وطلبت منه لو أنه يرشدني بأي طريقة
ومرت أيام وفكرت أن أستمع لصوت العقل وأفتح الباب
فلم تظهر أي إشارة
لكن في نفس اللحظة التي وضعت يدي فيها على مقبض الباب
وكنت أبكي ضيقا وحزنا
أرسل (بابا) حسن أول إشارة.. كانت مفاجأة
(توقفي..ابتعدي)
ظننتها صدفة لكنها تكررت مرة ثانية ثم حدثت للمرة الثالثة بالأمس
ثلاثة مرات في اسبوع واحد مستحيل تكون صدفة
و(بابا) حسن هو الوحيد الذي من أجله يمكن أن تحدث هذه الإشارة
فهي كالشمس لا تترك مدارها إلا من أجل خاطره
فأيقنت انه يبعدني ويحذرني من هذا الباب
وبعد يقيني بقربك منا أقول لك يا (بابا).. لا تقلق علي
هذا الباب لم يفتح ولن يفتح للأبد.. وعد مني لك
وتعلمت منك أن أتبع ما يستشعره قلبي
أنا لا أعرف لماذا تحنو علي ولماذا ترشدني
ولماذا لم تنساني بالرغم أني (لست من دمك)
كم أنت طيب يا (بابا) أشكرك
وأقولها لكل من يقرأ كلماتي
صدقوني أنا عقلانية جدا لكني لمست وجوده
(بابا) الدكتور حسن يرعانا وهذه ليست تخيلات
ربما منحه ألله هذه النعمة ليقترب منا لأنه يعرف
مقدار النقاء والإيمان بداخل قلبه
ويعرف أنه يحبنا وأننا نحبه
سلام ألله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(حلقة صلاة)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام..
كيف حالك (بابا) الدكتور حسن.. اليوم سأكتب لك عن حلقة الصلاه
ولاحقا سأبدأ في الكلام عن كل ما تعلمته منك في مقال (الدكتور معتز)
لقد قرأت مرة أنه لو اجتمعت قلوب مؤمنة ونقية في حلقة للصلاة
فإن ألله يحيطهم بالسكينة والرحمة
وسألتك فجر اليوم أن نتشارك في حلقة صلاة في المساء
وتمنيت أن تأتي معك قرة عينك (زوجتك الرقيقة)
أحببت جدا أن أناديها (قرة العين) لأنها قرة أعيننا جميعا
لقد عشتما عمريكما معا وكم أحب أن أكون دائما معكما وأنا هنا
لقد أحضرت شموعا بعطر الأزهار وأعواد بخور بعطر الياسمين
وأحضرت لكما هدية صغيرة (جار كريستال)
لكل منكما واحدا.. ولم أرد أن تكون هناك مسافة بينكما
ففكرت أن أحيطهما بسبحتي الكريستال
كأنهما مرتبطان سويا
سبحتي هذه هدية من أبي عندما كان عمري (10 سنوات)
أتمنى أن تقبلوها اليوم هدية مني لكما
سنضع اليوم سبعة جنيهات في كل جار
وكل يوم جمعة سنضع فيهما نقودا عندما أمر هنا للزيارة
وكلما تجمعت نقودا فيهما
سآخذ نصف المبلغ وأضعه في صندوق (جامع) باسميكما
والنصف الآخر في صندوق (كنيسة)
وهكذا دواليك كلما تجمع مبلغ
أعطية لمحتاج على اسميكما
الجاران شكلهما جميل كأنهما عروسين
كم تمنيت أن يكون هناك امكانية لرفع الصور
لأرفع صورتهما ليراها من يقرأون
سانتظركما اليوم مساء لنجتمع ونسبح ألله ونبتهل
وأدعو ألله أن تحضرنا ملائكته ورحمته
وليتك تدعو كل الأرواح النقية معك أيا كانت ديانتهم
فكل يمشي في طريقة لله وكل طارق مقبول بإيمانه
سندعو لنا ولكل العالم فالعالم موجوع القلب يا أبي
وسنضيء الشموع لكل من يحتاج رحمة وبركة من ألله
إلى اللقاء في المساء
سلام ألله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقدمة (1) ~ طريقي إلى هنا)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين..
اليوم أتيت إليكما واحتاج أن أرتاح بين راحتيكما..
اريد أن أتكلم معكما وعنكما
تأملاتي في مقالة الدكتور (معتز) يجب أن تسبقها مقدمة
كيف أتيت إلى هنا في رحاب هذا (البلوج)
في مساء 7 نوفمبر تماما مثل اليوم من شهر
كنت في أسوأ حالاتي وقد تفاقمت 59 عاما حتى بلغت ذروتها
يومها فتحت اليوتيوب لأشاهد أي شيء أحبه
فيديوهات عن الأرض ونشأتها والتاريخ وما شابه
عرض اليوتيوب أفلاما كثيرة كان من بينها فيديو (الانفجار العظيم)
ظننته يحكي عن كيف تكونت الأرض
لكن الفيديو كان يتكلم عن شيء لم أفهمه في البداية
لكن لفت نظري طريقة الشرح وقلت في نفسي
على ما يبدو أنه مدرس يشرح درسا ما لتلاميذه
(لم أكن أعرف يومها أنني أشاهد فيديو لعالم رائع ومتميز)
ولأني أفتح من الكمبيوتر فيوجد يمين الفيديو عرض لفيديوهات مقترحة
بطرف عيني لمحت نفس المدرس وأمامه بيانو فتعجبت
تركت فيديو الانفجار العظيم وذهبت لفيديو البيانو
كان عن (شوبان) كان نفس المدرس يشرح شرحا جميلا عن قصة شوبان
وكان عزفه أيضا جميلا فذهبت الى قناته حتى افهم هل هو عازف أم مدرس
وجدت أنه أستاذ جامعي في جامعة في نيويورك
من بين كل روابط مواقع هذا الأستاذ
اخترت أن أفتح البلوج ولا أدري حتى الآن لماذا فتحته
وجدت مقالة (عن أبي الحبيب)
قرأتها سريعا وبكيت وكدت أن أغلق الموقع ولكن للمرة الثانية وكأن شيئا أقوى مني
صوت بداخلي كان يردد (إقرئي مرة ثانية)
هذه المقالة كتبت لكي..
إقرئيها ببصيرتك وافهمي الرسالة
كانت شمس يوم 8 نوفمبر قد بدأت في الشروق
أول شيء فعلته أني أفرغت حقيبة السفر.. قلت: لن أرحل
سأبقى كما بقي الدكتور حسن وسأفعل كما فعل
في ظهيرة هذا اليوم شعرت أني من الواجب أن أبعث برسالة
لذلك الأستاذ الجامعي لأعزيه فيمن اعتبره في أعماقي معلمي و(قدوتي)
وأقرب مكان لإرسال رسالة يومها كان (الفيسبوك)
الغريب يومها أن الدكتور (معتز) قبل صداقتي
تلك الصداقة التي منحتني القدرة على الكتابة هنا
وكأن صداقة الدكتور (معتز) هي في حد ذاتها هدية من (بابا) الدكتور حسن
وكأن الدكتور حسن قد أخذ بيدي وأدخلني عالمة
أراني صوره مع (قرة العين) زوجته ومحبوبته ومع (أبناؤة الذين أحبهم)
أراد أن أفهمه وأعرف كيف كان يفكر وما الذي علمه لأبنه الذي أصبح هو الآخر (معلمي)
هكذا جئت هنا ولا أدري هل اخترت (بابا) الدكتور حسن
أم تراه هو الذي اختارني من بين كل من قرأ بوست الدكتور (معتز)
لأعرفه وأكتب عنه وأنا مؤمنة أن هناك ألف عين ستقرأ يوما ما كتبت
ستقرأ وتعرف وربما ترى نورا من نوع خاص
سيمرون دون تعليق.. ربما.. لكنهم سيقرأون
في المرة القادمة سأكتب عن لماذا أصبح الدكتور حسن قدوتي ومثلي الأعلى
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقدمة (2) ~ لماذا اخترت د.حسن)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين..
بداية سأخبرهم يا أبي من أنا حتى يعرفوا من يكتب عنك ولماذا اختارك
أنا من كان أول قدوة لي هو (أبي) الذي شاء القدر أن يتركني صغيرة
لم تكن لدي فرصة لأتعلم منه سوى (الحب) غير المشروط لكل الدنيا
لقد كان محبوبا من الجميع لم يعش أي صراع ولا يعرف معنى العداء
عندما توفي ظلت الشوارع المحيطة ببيتنا مليئة بالمعزين لأيام
قاربت الستين فلست بالصغيرة التي يغرها البريق
أنعم ألله علي بالعلم والمعرفة ولا أدعي أنها كثيرة
ولكنها تكفي لكي أفرق بين الماس الحقيقي وبين الزجاج
دائما أعيش قتالا من نوع ما واعتمد على القليل مما علمه لي أبي
بطبعي لا أقبل نصف الدفء ولا تحبني الألوان الرمادية
بعدما فقدت أبي عشت عمري كله بدون قدوة أو من يقولون عنه (كبير)
لماذا ليس لي (كبير)..
لأن المقاتل الذي لا يقبل أن ينحني..
ويعيش حاملا في قلبة مفردات الحب المطلق
لا يمكنه أن يقبل بأن يكون قدوته إنسانا أقل منه شجاعة أو صدقا
ولكن دائما يأتي القدر بيوم يدخل فيه ذلك المقاتل كهفا مظلما
لا يميز في البداية من النهاية ويظل يبحث مرهقا عما ينير الظلمة
كلنا مهما بلغت قوتنا نحتاج إلى قدوة (كبير) نتبعه ونصدقه
قلب إنسان أقوى منا نثق به ونترك سيوفنا لنرتاح بين راحتيه
وقديما قالوا
(إللي مالوش كبير يشتريله كبير)
وربما يتساءل من يقرأ الآن..
وهل في كل هذا العالم الواسع لم تجدي سوى من رحل إلى السماء
لن أجيب الآن
انتم من سيجيب بعدما تقرأون من هو الدكتور حسن في رسائلي القادمة
فقد آمنت بالدكتور حسن إمام
وراهنت عليه (بكل عمري الباقي)
أنه الوحيد الذي يمكنه أن يكون نورا وقدوة
بين كل من عرفت منذ فقدي لأبي وحتى التقيته
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقالة د.معتز-قبل الرحلة)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين..
أخبرتكم أني قرأت المقالة عندما مررت هنا ثم بكيت وكدت أن أخرج من الموقع
ولكن شيئا في قلبي جذبني للكلمات
وكأني (وقعت في غرام المقالة)
فبدأت البحث عن كل ما يخص محبوبتي التي أغرمت بها
في البداية كان علي أن أعرف شيئا عن الكاتب (د.معتز إمام)
لاحظت أنه يكتب اسمه دون لقب دكتور مع إنه بروفيسور فعرفت أنه متواضع
نهاية وبعد مشاهدة جزء من فيديو (الانفجار العظيم)
وصلت للآتي
1-الدكتور معتز متمكن جدا من علمه لأن من يستطيع تبسيط العلوم المعقدة بالضرورة متمكن
2-الدكتور معتز عمره بالتقريب في منتصف الخمسينات بمعنى أنه ليس مجرد شاب مفتون بتاريخ أبيه
هنا اقتنعت أن ما سأقرأه مكتوب بقلم شخصية متزنة وعالمة تعرف ما تقول
بعد ذلك أخذت في البحث عن كل ما يتعلق بالدكتور (حسن محمود إمام)
عرفت أنه كان عميدا لكلية هندسة القاهرة ما بين 1993 و1995
وهذه هي الفترة التي حدثت فيها المشكلة التي تعرض لها والمذكورة في المقال
لأن د.معتز قال أن التشهير كان بأحد العمداء دون ذكر أسماء
علمت أيضا أن له ولدا وبنتا وأغلب الظن البنت هي الصغرى لأن
لم يذكر د.معتز عنها شيئا وهو يحكي المشكلة فلو كانت أكبر منه لأدلت بدلوها في المشكلة
لم أكن أعرف عمر د.معتز لكن قياسا وبحسبة بسيطة خمنت ان عمره وقتها كان في حدود 25 سنة
علمت أن د.حسن رحل إلى السماء تقريبا في 2016 وهذا يعني أن د.معتز يكتب كلماته هذه
بعد مرور 8 أو9 أعوام تقريبا على رحيل أبيه
أعوام مرت وما زال يحرص على تكريمه بكل هذا الحب
نقطة جديرة بأن نتوقف عندها
آخر شيء بحثت عنه هو المناخ العام في مصر في ذلك الوقت
وذلك حتى أتخيل مدى صعوبة القرارات والمواقف التي أخذها د.حسن
وفوجئت بأنها كانت فترة حرجة ففي عام 1993 تولى الرئيس مبارك الحكم لفترة أخرى
من 93 وحتى 95 تصاعدت أحداث العنف وتكررت محاولات الاغتيال لشخصيات هامة وسياسية
منهم نجيب محفوظ وصفوت الشريف
بعد ذلك البحث استعديت لقراءة الرسالة بتأني وفي ضوء ما علمته
حتى استطيع أن أفهم رسالة (بابا) الدكتور حسن..
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقالة د.معتز-المحطة الأولى)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين
بداية أقول إن أول سطر في استحقاق د.حسن ليكون نورا وقدوة هو (علمه)
وعلم الدكتور حسن غني عن التعريف
والدليل المناصب التي وصل إليها والأوسمة والجوائز التي حصل عليها
بالإضافة أني قرأت على النت
أن الفترة التي تولى فيها د.حسن منصب عميد كلية هندسة
معروف أنها من الفترات الذهبية للكلية وشهدت تحديثات في المناهج وتطوير البنية الأكاديمية
وأنا اخترت معيار العلم كأول معيار للقدوة و(الكبير)
لأن العلم هو البداية والمبتغى وفي فلكه يدور كل العالم
بعدها ذهبت لأول سطر في الرسالة وهو بحد ذاته محاضرة كاملة
كنت قد قرأت في علم النفس أن في سن المراهقة
يقوم المراهق بـ(دفع) أحد والديه المماثل له في الجنس حتى ينضج
الدفع هنا يعني الشجار أو المخالفة في الرأي وأحيانا تعمد الإغضاب
ثم تعود العلاقة عادية بمودة بعد تخطي المراهق فترة المراهقة
لكن في أغلب الأحيان تظل تلك المرحلة تلقي بظلالها على علاقتهما
ويكون ميل الأبناء وولائهم المطلق للطرف الثاني من الوالدين المغاير له في الجنس
فمن النادر أن نجد رجلا يبجل أباه بكل هذا التقدير في معظم الفئات المجتمعية
إلا إذا كان الأب مشهورا أو في مركز عال جدا أو ممكن في المجتمعات القبلية
لكن في حالة د.حسن وابنه د.معتز كان الوضع غير ذلك
د.معتز يقدر أباه كثيرا ويحبه بعمق بل ويقول أنه يفوق الحياة بالنسبة له
مازال بعد كل هذه السنوات يذكره وكل ما حدث معه محفور بداخله
التفسير الوحيد لهذه المحبة الفريدة
أن العلاقة بينهما لم تمر بمرحلة (الدفع) التقليدية التي ذكرتها
وبشيء من التأمل عرفت
أن الدكتور حسن زرع بذور قيمه الجميلة ومعتقداته في ابنه وهو على مشارف المراهقة
ثم ابتعد ليعطي ابنه المساحة الكافية لينمو بلا تدخل مباشر منه
كان على ما اعتقد يراقبه بصبر وهو يكبر بحرية ويرى البذور بداخله
تنمو في شكل زرعة وارفة تحمل كلا الفكرين..
الفكر الأصلي للدكتور حسن والفكر الوليد الخاص بالدكتور معتز نفسه
هذه الزرعة المختلطة نمت بهدوء واتزان لأن د.حسن كان حكيما في علاقته بابنه
وأدرك أن الصدام العنيف يقلل من رصيد المحبة بين الآباء والأبناء
الدكتور حسن اتبع مع ابنه نمط غير تقليدي في التربية
فتخطى مراحل الصدام العنيف المعتادة بين الأب وابنه في فترة المراهقة
لذلك لم تتكون أي ذكريات مؤرقة بداخل دكتور معتز عن صدامات عنيفة مع أبيه
وبالتالي نمت محبته له وتعاظم تقديره بدون أي صور تعترضه لذكرى عنف أو صدام
وأظن أيضا أن الدكتور حسن قد أحب ابنه كثيرا
لدرجة أن هذا الحب ملأ كل روحه ومازال حيا حتى الآن بداخله
وهنا كان الدكتور حسن وكأنه يقول لي
1-تعلمي كيف تتبعين نمطا غير تقليدي في علاقاتك مع الآخرين لتثمر أكثر
2-تعلمي الصبر والحكمة عندما تتعاملين مع الناس واعطيهم مساحة لتنمو علاقتك معهم
3-لا تنسي أن ما تزرعينه ستحصدينه فازرعي دائما الحب الصادق غير المشروط
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقالة د.معتز-المحطة الثانية)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين
اليوم أتيت إليكما على غير موعدنا..
غريب هو البقاء في حضرتكما.. هنا يمكن للمرء أن يشعر بالأمان بالألفة بالحب
ربما كان هذا كما يقولون (جزء من سحر) الدكتور حسن..
أنا لم ألقه أبدا ولكني أشعر في أعماقي أنه كان حنونا طيب القلب
بالتأكيد كان كذلك وإلا لما أتيت إليه اليوم وأنا أشعر أن لا مكان لي إلا هنا
ضاقت الدنيا بكل ما رحبت حتى في عالمها الافتراضي فلم تجد (ابنتك) مكانا إلا بين حنايا بيتكما
نعم.. هذه المقالة بيتكما وأنا ضيفة فيها.. ضيفة تلفني محبتكما وآخذ من يقرأ في رحاب هذه المحبة
هنا في بيت الدكتور حسن حيث أحكي له وعنه
بعدما حكيت عن علم الدكتور حسن وعما رأيته بقلبي عن علاقته بابنه الدكتور معتز
انتقل د.معتز ليخبرنا عن د.حسن الأب والزوج
كان حديثه هذا أكثر ما قربني للدكتور حسن وجعلني أحب هذه المقالة حتى (وقعت في غرامها) للثمالة
وصف الابن أباه أنه كان (زوجا متميزا وأبا عظيما أحب أمي وشالها فوق رأسه)
علمت من هذه الكلمات أن د.حسن كان يكن لزوجته حبا من نوع خاص وعميق حتى أن ابنه رآه
وعلى ما يبدو أن هذا الحب كان مختلفا عن علاقة المودة التقليدية التي نراها في الأسرة المصرية في الوقت
لم تكن مجرد مودة ورحمة.. فمن كلمة (شالها فوق راسه)
علمت أنه لم يكن يحب زوجته فقط بل يحترمها ويحرص على إظهار هذا الاحترام
حتى أن الابن رآه جليا وأغلب الظن ان هذا الاحترام وتلك المحبة
كانت كالعطر في بيت الدكتور حسن حتى لو لم يكن هناك سوى أفراد عشه الصغير
ولم يكن الدكتور حسن محبا لزوجته (قرة العين) وعصفوريه الصغيرين فقط
بل كان وفيا لكل وعود الزواج التي تعهد بها بقلبه قبل لسانه
لم يكن الحب عنده كلمات وأشعار واحترام فقط
الحب عنده كان مسئوليه بكل معنى الكلمة
هو يعرف واجبه كأبن ورعى والدته في سنها الكبير ولكن هذا أمر طبيعي بين أبناء ذلك الجيل
لكن غير العادي هو أنه رعى حماه وحماته.. في الحقيقة قد يقول البعض أنها ليست مسئوليته تماما
لكن عندما نأتي للدكتور حسن يجب ان نتذكر أننا نتعامل مع شخصية غير عادية
شخصية رجل فريد يدرك أنه عندما وعد زوجته أنه حاميها وسندها في هذا العالم
أنه سيكون بالفعل كذلك.. لن يدعها تحتار ولن يسمح لأي أمر أن يقلقها أو يحزنها
حمل عنها مسئولية أبويها وأحبهم كأنهم أبواه.. احتوى كل من هو قريب له تحت جناحيه
احتواهم بكل الحب والأمان حتى أبكاني الآن كما أبكاني في أول مرة قرأت هذا المقال
ليتني كنت من أقاربك يا أبي.. ليتك موجود الآن
أقسم بالله لو أنك موجود الآن لأتيت إليك وأعرف انك لن تردني
ليتك موجود يا دكتور حسن ليتك موجود.. ألله يرحمك
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقالة د.معتز-المحطة الثالثة)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين
سأحكي الآن عن الحدث الأساسي الذي كتب من أجله د.معتز مقالته وقال أنه (لا ينسى ذلك اليوم)
من هذه الكلمات عرفت أن الحدث ترك تأثيرا كبيرا في وجدان د.معتز وتوقعت أن هذا يعني:
1-أن الفترة الزمنية للحدث كانت طويلة ربما بالشهور
2-أن تأثير الحدث نفسه لم يكن فقط على د.حسن بل شمل كل الأسرة
قرأت باقي المقالة سريعا ثم تأملت كل جزئية على حده ولا تتعجبوا فقد قضيت يومها قرابة الأربعة ساعات
وكما فعلت يومها سوف أحكي لكم جزئية جزئية لأن هذا الحدث ليس بالهين
بداية أخبرنا د.معتز أنه كان يجلس مع والده وهذه أعطتني انطباعا عن الألفة بينهما
فقد اتفقنا اني حسبت عمر د.معتز وقتها وكان حسب تخميني في حوالي 25 سنة أو ربما 26 على أقصى تقدير
شاب في مثل هذا العمر جالس مع والده في ساعة ما من اليوم قدرت أنا أنها ربما في فترة ما بعد الخامسة مساء
لأن نوعية المكالمة التي أتت للدكتور حسن تقتضي أن يكون بعد مواعيد العمل وفي وقت مناسب للحديث
في حدود الخامسة مساء والابن والأب يجلسان.. معظم الشباب في هذا السن يكونون خارج المنزل
على ما يبدو أن الأب والابن كانا صديقين أيضا ويقضيان الوقت معا
الأب كان قد تم تعيينه في منصب حساس يقتضي أن من يشغله مشهور عنه الحزم والخبرة والضمير والأمانة
وهكذا عرفت كيف كان يرى الناس د.حسن وكيف كان هو في الحقيقة لأن هذه الصفات لا يستطيع الإنسان
أن يدعيها لفترة طويلة أمام الناس.. باختصار (د.حسن كان مميز بالخبرة والحزم والأمانة)
قال د.معتز ثلاثة نقاط مهمة وهو يشرح تطور نبرة صوت أبيه اثناء المكالمة ولكل تطور مدلول لاحظته
1-(إبتدا الحوار بصورة لطيفة)
إذا د.حسن شخصية متأنية وذوق ولا تفترض سوء النوايا قبل أن يتأكد منها ومع مراعاة أنه بالتأكيد كان يعرف
مسبقا أن من يكلمه هو شخص قام باصدار إزالة لمبنى مخالف يخصه
د.حسن ليس ساذجا هو يعرف مسبقا سبب المكالمة لكنه (متأني)صبور ويحسن الاستماع بـ(حيادية)
2-(وقعد بابا يكلم الراجل كويس ويشرحله إنه بيطبق القانون)
ذكر د.معتز ان لهجة أبيه أخذت في الحدة لكن بدأ في السيطرة على نبرة صوته وبدأ يشرح القانون
عرفت هنا أن د.حسن غير متسرع ويستنفذ كافة المحاولات قبل أن يتخذ موقفا نهائيا
هو ليس بالشخص المندفع وبالتبعية لهذا الطبع فإنه إذا اتخذ قرارا لن يتراجع فيه
3-(اقفل السكة بدل ما أقفلها في وشك)
هنا ظهرت الطبيعة النارية الحازمة للدكتور حسن وعرفت عنه منها أنه من ينطبق عليه المثل القائل
اتق شر الحليم إذا غضب
لقد استنفذ كل محاولاته وصبر ثم غضب
لا أحتاج أن أشرح ما تعلمته من دروس من الجزئية السابقة فهي واضحة كالشمس
في تعليقي القادم سأكمل الشرح لباقي جزئيات الحدث
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح
(تأملات إبنة بالروح ~ مقالة د.معتز-المحطة الرابعة)
ردحذفمرحبا دكتور حسن محمود إمام.. مرحبا قرة العين
حكينا كيف كانت المكالمة الأولى مع ذلك الرجل الذي أصدر د. حسن أمر إزالة لإحدى العمارات المملوكة له
وحكى د.معتز أن هناك رشوة عرضت على أبيه من ذلك الرجل وأن د.حسن حكى له عن الموضوع بعد المكالمة
وهنا استوقفتني عدة نقاط
1-د.حسن حكى ما حدث أي أن الأمر أصبح مطروحا بين الأسرة وفهمت هنا أنه ليس من النوع الذي ينفرد بالأمور
بل أن هذه الأسرة اعتادت أن تتعامل مع أمور الحياة ككتلة واحدة وليس كأفراد كل على حدة
2-أن د.معتز لم يذكر أن ثمة أي تحفظات من أفراد الأسرة وقتها وهنا علمت أن الأسرة لم تعلم فقط بل اختار الجميع
أن يقفوا يدا واحدة أمام المخاطر المرتقبة فعلمت كيف كان ربان الأسرة يقود سفينته بالمحبة والإيمان ببعضهم البعض
3-كان عرض (الرشوة الكبيرة) مثيرا للانتباه وأظن أن الأمر لم يكن مقتصرا على إزالة عمارة فقط
فالرشوة الكبيرة تقول أن الأمر أكبر من ذلك وتأكد ظني بعد الآتي
بعد قليل من المكالمة الأولى لحقت بها مكالمة من مسئول سياسي كبير يتوسط لنفس صاحب العمارة
(ماذا؟؟) مسئول سياسي كبير من أجل عمارة.. لم أقتنع
وأظن أن الأمر كان كبيرا وأن هذه العمارة ما هي إلا بوابة لسلسلة من الفساد
أدرك هم في (حلقات تلك السلسلة) أن د.حسن على وشك أن يفتح هذه البوابة
وكان واضحا من كلام د.معتز أن أباه رجل ملتزم بالقانون وأنه لم ولن يغير ما استقر عليه رأيه
عندما وصلت لهذا الجزء من المقال فكرت أنه لا ينبغي لي ان أبالغ في تقدير رفض د. حسن..
فكرت قليل ثم قمت بالبحث عن الفترة التي يمكن أن تكون الأحداث قد حدثت فيها
علمت أن د.حسن كان عميدا لكلية هندسة من 1993 وحتى 1995
هذه الفترة لم أكن فيها أنا في مصر
فبحثت عن المناخ العام في مصر في هاتين السنتين
وعندها علمت بعمق الكارثة
أذكر يومها اني كنت أقرأ المقالة على الكمبيوتر وأذكر أني قمت واقفة وأنا أقول بصوت عالي
يخربيت كده.. دول ممكن يقتلوك.. الدنيا سايبة وكل يوم محاولة اغتيال لشخصية هامة..
رصاصة طايشة ويخلصوا منك لأنك أصبحت تهدد رغيفهم .. عض قلبي ولا تعض رغيفي.. هذه المثل هو دينهم
قرار الرفض الذي اتخذه د. حسن كان في توقيت المناخ العام فيه في مصر
يموج بالمخاطر ومحاولات الاغتيال وهجمات متطرفي الجماعات الدينية
ودكتور حسن كان بإصراره على الرفض يهدد على ما يبدو شخصيات كثيرة تختفي خلف ذلك الثري صاحب العمارة
فالرشوة الكبيرة وتدخل شخصية سياسية كبيرة لا يقول أن القصة فقط (هدم عمارة)
والذي أكد لي ذلك أنهم كانوا حريصين على تشويه صورته
والتشكيك في أمانته بالرغم من أنه استقال بعد هذه الحادثة بفترة قصيرة
ما الذي يجعلهم يفعلون ذلك إلا إذا كانوا متأكدين أن د.حسن
حتى وإن لم يكن في منصبه فهو يمثل تهديدا لهم فلابد أن د.حسن كان يعلم الكثير ولابد أن يفقد مصداقيته أمام الناس
تخيلوا أن د.حسن قام بالوقوف ضد الفساد والتحايل على القانون والمحسوبية
وأصر على تطبيق القانون والاتزام بأمانته المهنية وضميره وشرفه بكل ثبات ولم يتراجع لحظة
حتى عندما استقال كانت استقالته لأنه علم أن الفساد سينتصر وأنه لا يستطيع تغيير الأمور
فاحترم نفسه وضميره من باب أنه الشيء الوحيد الذي يمكنه عمله هو عدم المشاركة في الفساد
د.حسن رفض الرشوة.. رفض الثروة والمال والنفوذ
كان يمكن أن يفقد كل شيء
منصبه.. سمعته.. دخلة.. مع مراعاة أن الرجل كان لدية ابن في بداية حياته
وابنته في الغالب في سنوات الدراسة الأخيرة
وزوجته.. وألله أعلم من أيضا تحت رعايته مثل أمه أو والدي زوجته
كان يمكن أن أن يفقد حياته..
فمن أجل المال يفعل بعض الناس كل الجرائم
كانت أسرته كلها مهددة.. كان يمكن أن يعرقلوا مستقبل ابنه أو ابنته
د.حسن كان يمكن أن تهدم كل حياته بإصراره على أن يكون شريفا لأنه كان يواجه مراكز قوى عاتية
والدليل أن قرار الإزالة تم إلغاؤه بالرغم من القانون وهذا يعني
أن الإلغاء جاء ممن يملكون سلطة ونفوذ ومال فوق القانون
لم يتراجع د.حسن ولم تتراجع أسرته بالرغم من كل الظلم ومحاولات التشهير..
وأتخيله (بابا حبيبي) عندما كان يأوي لفراشه في الليل ويقلب فكره ويدعو ألله
يااارب انت تعلم أني وحدي أمامهم وتعلم أني لا أريد من الدنيا سوى رضاك ورضى ضميري
يااارب ساعدني واحمي أولادي وزوجتي
يااارب انصرني عليهم
ساااعدني يا ألله
عندما تخيلت ذلك نزلت دموعي من أجله.. احترمته وأحببته وسأظل كذلك إلى الأبد
سلام الله عليك ورحمته ورضاه يا دكتور حسن..
أحبك كثيرا
ابنتك بالروح